أول حادث وفاة لرجل في سيارة تيسلا أثناء القيادة الذاتية

حصد نظام القيادة الآلي الخاص بشركة “تيسلا” (Tesla) حتى الان – بصورته التي لم تكتمل بعد – الكثير من المعجبين بعد تثبيته في السيارة الملقب بنموذج S. وجذب الكثير من الاهتمام خاصة بعد الحادث – غير المتوقع – والذي حدث في السابع من مايو هذا العام ٢٠١٦، وتم التحقيق فيه من قبل إدارة أمان الخط السريع القومية (NHTSA).

لقد توفي سائق مركبة النموذج S “جوشوا براون” البالغ من العمر ٤٠ سنة  في حادث سيارة أثناء وضعه إياها في حالة القيادة الذاتية، حيث اصطدم بشاحنة بيضاء في الطريق السريع في (وليسون/ولاية فلورديا)، ولأن الشاحنة كانت أكبر حجما من السيارات العادية فقد اُنتزع سقف المركبة عند التقائه بالشاحنة، كما انزلقت السيارة بعد ذلك لحوالي ١٠٠ قدم ( حوالي٣٠ م) قبل أن ينتهي الحادث.

يقول قائد الشاحنة “فرانك باريسسي” أنه كان بصدد الالتفاف يسارًا عندما اصطدمت به مركبة النموذج S، وذلك في مفترق تقاطع طرق للخط السريع حيث لا وجود لإشارات المرور، وأضاف أن قائد المركبة كان يشاهد فيلمًا من سلسلة (هاري بوتر) في وقت الحادث، وأنه كان منطلقًا بسرعة خيالية لدرجة أنه لم يلحظه، وذكر أن الفيلم كان يشتغل حتى بعد تحطم المركبة!

أثار تشغيل الفيلم أثناء تحرك السيارة جدلًا، فهل من المعقول أن يسمح نظام المركبة بتشغيل فيلم أثناء القيادة، حتى وإن كانت ذاتية؟

تعقيبًا على الحادث أعربت الشركة المُصنِّعة للمركبة تيسلا عن ألمها لما حدث، ووصفت قائد المركبة كصديق لها ولمجتمع السيارات الإلكترونية، وكشخص أمضى حياته في تحسين الابتكارات لمستقبل زاهر تكنولوجيًا، وكرجل مؤمن تمامًا برسالة تيسلا.

وأشارت أن الوضع الآلي لقيادة المركبة كان ولا يزال في وضع التجربة، ولم يكتمل بعد، وأضافت أنه عندما يتزامن النظام الآلي مع تركيز السائق فلا شك أنه سيخفف كثيرًا عن السائق، وسترتفع نسبة السلامة على الطريق. لذا فإنه يتوجب على السائق أن يكون يقظا في حال تعذر النظام ترجمة الخطوط التي في الطريق أو تباطأ في استجابته لما حوله.

لذا فقد تمَّ تحذير السائقين بأن “هذه خدمة مساعدة، وأنه يجب عليهم إمساك المقود في كل الأوقات”. إضافة إلى ذلك فإن النظام الآلي للقيادة عند تشغيله يعرض رسالة للسائقين مفادها: “لزوم إمساك المقود، والاستعداد لأخذ زمام الأمور في أي وقت”. كما أن النظام يعطي تنبيهات صوتية وبصرية لتحذير السائق؛ حتى يُثبّت يديه على المقود وإلا فالمركبة تبطئ من سرعتها.

وذكرت أن التداخل بين السماء الساطعة والشاحنة البيضاء قد يكون سببًا لعدم قدرة الكاميرات على تمييزها، وبالتالي لم تُفعّل الفرامل الأتوماتيكية، ووقع الحادث المؤسف.

حينما توضع السيارة في حالة القيادة الذاتية فإنها تستعمل مصفوفات من المستشعرات والكاميرات والرادارات والحواسيب المختلفة، وذلك لتحديد ما يعيق سيرها، ولتبقى على الخطوط البيضاء المرسومة في الطريق. ففي الأمام توجد وحدة رادار تعمل لتُبقي مسافة معقولة بينها وبين السيارة التي أمامها، ففي الوقت الذي تقرأ فيه الكاميرا الخطوط البيضاء على الطريق هناك مستشعرات فوق صوتية ذات نطاق طويل تصل إلى 16 قدما (4.8 مترا) في جميع الاتجاهات، وهي تعطي صورة واضحة لما حول السيارة.

لقد تحركت سيارات تيسلا أكثر من 140 مليون ميل على النظام الذاتي، وهذه تعتبر أول حادثة وفاة لسائق يستعمل هذا النظام.

‪ولا يفوتنا هنا أن نذكر أن  إيلون ماسك – مؤسس شركة تيسلا – كان متفائلا جدًا بخصوص نظام القيادة الآلي حيث صرح في الربيع أن هذه الخاصية قللت الخطورة بنسبة ٥٠٪ ولم يفصّل في احصائياته. وفي مطلع السنة قال “من المحتمل أن نظام القيادة الآلي أفضل من أي شخص الآن”، وبعد هذا الحادث كتب معزّيًا في حسابه الرسمي في تويتر ومعبرًا عن أسفه الشديد.

 

يقول “كارل براونير” – كبير المحللين – أن هذا الحادث سيؤثر كثيرًا على سمعة شركة تيسلا وعليهم أن يصلحوا خطأهم بطريقتين:

الأولى: أن تؤكد الشركة على جميع السائقين أن نظام القيادة الآلي هو للمساعدة فقط وليس للتحكم الكامل بالسيارة.

الثانية: أن تحدِّث الشركة برنامج القيادة الذاتية بحيث يتوقف عن العمل في حال رفع السائق يديه عن المقود، كما في نظام مرسيدس بنز.

المصادر: gizmaz، tesla motors، fox news

عن رغد طالب

طالبة علوم حاسبات في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة. مهتمة بتطوير تطبيقات الجوال والذكاء الاصطناعي وصناعة الأفلام. رئيسة فرع IEEE بجامعة الملك عبدالعزيز

شاهد أيضاً

ماذا يوجد بداخل سيارة أُوبر الذاتية القيادة؟

بدأت شركة أوبر (Uber) منذ فترة بإستخدام سيارات ذاتية القيادة في مدينة بيتسبرغ في الولايات …

اترك رد