باستخدام خلايا الجلد المستخرجة من الفئران، تمكن الباحثون في اليابان من إنتاج بويضة تعمل بشكل كامل، استُخدمت في تلقيح وإنتاج صغار فئران سليمة . إذا كانت هذه الطريقة قابلة للتطبيق على البشر فإنها ستشكل فتحا علميا كبيرا في معالجة العقم.
جدير بالذكر أن هذه هي المرة الأولى التي تُنتج فيها بويضة مستخرجة من الثدييات تعمل بشكل كامل في حدود “طبق بيتري”. فلقد نشرت دراسة في مجلة “نيتشر ريسرتش” (Nature Research)، قام بها ” كاتسوهيكو هاياشي” (Katsuhiko Hayashi) وزملاؤه من جامعة كيوشو في اليابان، وصفا لتقنية جديدة قابلة للتطبيق تتيح إنتاج بويضة اصطناعية مستخرجة من الخلايا الجذعية، ومن ثم تلقيحها لإنتاج صغار فئران سليمة وقابلة للتكاثر. وهي أيضا المرة الأولى التي تُنتج فيها بويضة كاملة خارج أجسام فئران التجارب.
إن خلايا البويضة هي النوع الوحيد من الخلايا القادرة على الانقسام وإنتاج كافة أنواع الخلايا المتخصصة في كل عضو من أعضاء الجسم. وقد حاول العلماء فهم الطريقة التي تتطور بها هذه الخلايا، وذلك بمحاكاة هذه العملية مخبريا، وقد نجحوا في تحويل خلايا الجلد لفئران المختبر إلى خلايا جرثومية أولية، استمرت محاولاتهم لتحويل الخلايا الجرثومية الأولية إلى بويضة كاملة. وقد تبين أنهم وجدوا -أخيرا- طريقة ناجحة لفعل ذلك.
استخرج فريق “هاياشي” خلايا الجلد من ذيل أحد صغار الفئران البالغة عشرة أسابيع من العمر، ومن ثم حوّلوها إلى خلايا جذعية محفزة، والتي بإمكانها أن تتحول إلى أي نوع من الخلايا الموجودة في الجسم. غُمرت هذه الخلايا في محلول كيميائي حرضها لأن تصبح خلايا بويضة غير ناضجة. وبعد إضافة بعض الأنسجة المأخوذة من بويضات أجنة الفئران إلى الخلايا غير الناضجة، تطورت الأخيرة لتصبح بويضات ناضجة وظيفيا، ومن ثم لُقِّحت هذه البويضات مخبريا وزُرعت في فئران التجارب، الأمر الذي أدى إلى أن تنجب بعض الفئران صغارا سليمة.
وعلى الرغم من أن التقنية تعمل جيدا، فإننا بحاجة إلى مزيد من التجارب قبل التفكير في تطبيقها على البشر؛ فالبشر أكثر تعقيدا من الفئران في أجسامهم، علاوة على ما ذُكِرَ، فإن نسبة ضئيلة تبلغ 3.5 بالمئة فقط من الأجنة الملقحة من بويضات اصطناعية استطاعت أن تنتج صغارا -وهذا مؤشر محبط نوعا ما- أما غالبية الأجنة فقد كانت بحالة غير جيدة. ويساور “هاياشي” القلق من أن هذه الأجنة قد ينتج عنها ذرية مشوهة.
وعلى فرض إمكانية تلافي هذه المشاكل، وبالتالي إمكانية تطبيق هذه التقنية على البشر؛ يمكن لهذه التقنية أن تقدم مفهوما جديدا في مجال المساعدة على الإنجاب، على سبيل المثال: هذه التقنية تُمكّن الباحثين من التحكم بشكل غير محدود في البويضات الناضجة، و تمكن النساء اللواتي يعانين من مشاكل في الإنجاب ( نقص عدد البويضات ، أو انخفاض الخصوبة المرتبط بالعمر ، أو الأمراض … إلخ) من إنتاج بويضات كاملة بطريقة جديدة كلية.
يقدر الباحثون الوقت اللازم لإحصاء مشاكل هذه التقنية وحلها من 5 إلى 10 سنوات قبل أن تكون متاحة في العيادات، وهذا يمنحنا – ولحسن الحظ – وقتا كافيا لمناقشة وتقبل التبعات الاجتماعية لتطبيق تقنية ثورية كهذه في المستقبل.
المصدر: Gizmodo