هل تناول تفاحة في اليوم يبقيك بعيداً عن الطبيب؟

“تناول تفاحة في اليوم، يبقيك بعيداً عن الطبيب”
“An Apple A Day, Keeps The Doctor Away”

 

لماذا إنتشرت هذه المقولة، لقد قيل أنها مقتبس كتابي ظهر في سنة 1866م، من كتاب يدعى ((Notes and Queries)) بعدد فبراير، المقولة الأصلية كُتبت هكذا: ((Eat an apple on going to bed, and you’ll keep the doctor from earning his bread)) وتعني :”كل تفاحة عندما تذهب لسريرك، وسوف تمنع الطبيب من كسب لقمة عيشه”، كيف لمقولة كهذه أن تحافظ على توارثها المثالي؟ مالذي ثبتها كل هذه المدة؟ قرابة الـ150 عاماً من غير المرجح ألا يكون فيها وجه من الحقيقة على الأقل، هذا ما دعم بقائها، كيف يبرهن العلم على صحتها من عدمه، وهل فعلاً تناول تفاحة واحدة يومياً يقي الإنسان الذهاب إلى الطبيب؟ بالإضافة إلى أن المقولة سهلة القول والتذكر، لماذا لا نلقي نظرة اقرب على طبيعة التفاح وفوائده ومكوناته؟

  • البكتين
    يعتبر البكتين من الألياف الغذائية القابلة للذوبان، يقلل من ضغط الدم المرتفع ومستويات الغلوكوز، كما أنه يخفف من مستويات الكوليسترول الضار في الجسم، كما يحافظ على صحة الجهاز الهضمي، لذا التفاح مصدر غني بالبكتين.
  • البورون
    يتواجد البورون في التفاح، يساعد في الحفاظ على عظام قوية ودماغ سليم وأكثر صحة.
  • الكيرسيتين
    يصنف الكيرسيتين والفلافونويد كمادة واعدة في الحد من أخطار السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي والرئتين، كما يمكنه أن يقلل من أضرار الجذور الحُرة، الجذورة الحُرة لها صفة التطور في خلايا الجسم ذات الإلكترون المنفصل، وهذا قد يؤدي إلى تلف أجزاء كبيرة من الخلايا، بما في ذلك الحمض النووي للإنسان، مادة الكيرسيتين لها قدرة على تحييد هذا الضرر، ومن شأن ذلك تقليل الكثير من المشاكل والأمراض المصاحبة للتقدم في العمر، بما فيها مرض آلزهايمر.
  • فيتامين (ج) C
    لا أحد يخفى عليه فوائد فيتامين ج ، أو كما يعرفه البعض فيتامين سي ،فهو يساهم بشكل كبير جداً في تعزيز المناعة وتقوية الجسم بشكل عام والحفاظ على الصحة.
  • المغذيات النباتية
    و المعروفة بالمصطلح Phytonutrients، تشتق تلك المادة من النباتات وهي شبيهة بالصبغة الغذائية، مفيدة لصحة الجسم بشكل كبير، وتحتوي فيتامين أ و هـ، أو A و E، والبيتاكاروتين، من شأنها التأثير بشكل عميق على صحة الإنسان من أضرار الجذور الحُرة، بما في ذلك التقليل من مخاطر وأمراض القلب والربو والسكري.

التفاح أيضاً يماثل عمل فرشاة الأسنان، فهو ينظف الأسنان ويقتل البكتيريا في الفم، وهو ما يقلل من مخاطر تسوس الأسنان، كما أنه منخفض السعرات الحرارية، حتى لتجد الكثير من شركات التغذية تضع التفاحة كشعار أو علامة تجارية دالة على الصحة وقلة السعرات الحرارية في أغذيتهم ومنتجاتهم، إن قلة السعرات الحرارية في التفاح تجعلك مطمئن من تناول الكمية التي تحبها منه كعذاء غني بالفائدة دون القلق بشأن السعرات الحرارية، كما أنه باسعار في متناول يد الجميع.

مع كل تلك المعلومات نرى أن التفاح فعلاً يحتوي على فوائد كبيرة للصحة، لكن لازلنا في نطاق تساؤلنا، هل تناول تفاحة في اليوم يقيك من الذهاب للطبيب؟ أو تجعلك لا تمرض ابداً ؟ وهل التفاح يُعتبر الفاكهة الأكثر صحة عن باقي الفواكه ؟ فلنتابع سوياً …

تناول تفاحة يمكنها أن تقلل من خطر الإصابة بمرض السكري وإرتفاع ضغط الدم وأنواع عديدة من السرطان، لكن هل سيجنبك زيارة الطبيب مجرد تناولك حفنة من التفاح؟ قد أجريت دراسة على عدة أشخاص يقومون بتناول التفاح من 3 الى خمسة مرات في الأسبوع، لكن ذلك لم يحميهم من الأمراض كلها لمجرد إتباعهم لتلك الحمية.

هل باقي أنواع الفواكه جيدة كما التفاح ؟ بالتأكيد، الفواكه بطبيعتها تحمل الكثير من المواد الغذائية والمفيدة لصحة الإنسان أكثر من اي شيء آخر بصورة طبيعية، فهي تساعد في بناء الجسم بشكل سليم وأكثر قوة، مثلاً الموز يحتوي على الكثير من البوتاسيوم وهو مهم في تحسين أداء القلب صحياً، وتعزيز وظائف العضلات، والعليق بأنواعه يحتوي على الألياف، والفراولة تحتوي على فيتامين سي والألياف أيضاً، التوت والتوت البري يساعد على مكافحة إلتهابات المسالك البولية، والمشمش سواء كان طازجاً أو مجففاً يحتوي على نسب عالية من البيتاكاروتين، وعندما نتحدث عن المشروبات، سنجد أن عصير التفاح بين المشروبات العشرة الأولى الأكثر إختياراً في العالم، كما أن عصير الرمان والعنب الأحمر والنبيذ يحتوي على نسبة عالية من المواد المضادة للأكسدة، التفاح كثير الفائدة بفضل الألياف التي يحتويها، لكن للأسف أنه يخسر تلك الألياف عندما يتم تحويله إلى عصير، ما يجعلها في المرتبة العاشرة على قائمة المشروبات الصحية خلف الشاي.

إذا كانت كل تلك الفواكه تحتوي على المواد المغذية والمفيدة لصحة الإنسان، لماذا التفاح تحديداً كان الأكثر قبولاً وإنتشاراً والأكثر ذكراً في الثقافات الشعبية القديمة والحديثة وظهرت فيه الاقوال المأثورة؟ إن التفاح كان ولايزال سهل الزراعة، عند الحصاد يمكن تخزينه لما يقارب السنة، وبناء على الكثير من الدراسات، فإن التفاح يستطيع أن يبقى متجانس التكوين الغذائي بعد الحصاد لما يقارب الـ200 يوم، على عكس بقية المزروعات والتي قد يصبح بعضها غير صالح للإستهلاك الآدمي خلال اسبوع من القطف!

لذا بجانب التفاح الذي ستحتاج لتناوله فترة طويلة حتى تبعدك عن الأطباء، يوصي معظم العلماء بالتنوع الغذائي اليومي، وملئ سلة تسوقك بفواكه أخرى كالحمضيات، والفواكه الإستوائية كالمانجو، ومجموعة متنوعة من التوت والتي تحتوي على الكثير من المواد الغذائية والمفيدة للصحة، التنوع في الفواكه وتناولها يومياً مع التفاح يجعلك أفضل بالتأكيد، عندها فقط يمكنك أن تقول هذه هي الطريقة المثالية لتكون بعيداً عن الطبيب.

المصادر: WikiPediaHowStuffWorksNutrition Journal

عن إبراهيم مبارك

مُهندس كومبيوتر تِقني، مسؤول إداري سابق في وكالة توشيبا، مُدون وكاتب في مجاليّ العلم والتكنولوجيا، حاصل على دبلوم خاص في تقنيات الكومبيوتر، وآخر في علم الطيران المدني والتجاري.

شاهد أيضاً

اكتشاف أقدم أحافير للبشر في المغرب، تعود إلى 300,000 عام الماضي

اكتشف مجموعة من العلماء أحافير بشرية للهومو سيبين تعود إلى ما بين 280,000 إلى 315,00 عام …

اترك رد