المخترعون


المخترعون

لم أعمل يوما واحدا في حياتي، كل ما فعلته كان متعة

توماس أديسون

قبل أن يأتي النجاح في حياة أي شخص، لابد أن يقابل هزيمة مؤقتة وبعض الفشل، حينما يغمر الشخص الفشل فإن من أكثر الأعمال منطقية هو الإستقالة، هذا هو ما يفعله معظم الناس

نابليون هل (Napolean Hill)

نزلdiskاشترك مجانا على الآيتيونزipodسجل إعجابك على الفيس بوك Sciware Podأنا موجود على التويتر mqasem

اتصل بي الكثير من الأصدقاء ووصلتني إيميلات تسأل ما إذا كان صادق قاسم هو أخي، فكان جوابي أنه إذا اشتركنا في شيء فهو في جينات حب الإختراعات، عدا ذلك فلا تربطني به أي علاقة، فإسمه كما جاء في لقطة فيديو على اليوتيوب هو صادق أحمد القاسم وأنا محمد قاسم، وبشكل مبسط فاز صادق بالمركز الأول بمسابقة الإختراعات على برنامج نجوم العلوم، والذي يتسابق فيه عدة مخترعين للوصول للمركز الأول.

ربما يتبادر إلى الذهن أشهر المخترعين وهو توماس أديسون (Thomas Adison)، وهو معروف على أنه مخترع اللبمة (في الحقيقة أنه ليس أول من اخترع اللبمة، ولكنه بالتأكيد أو من أطال عمرها، ومكن من اعادة استخدامها، وذلك  بعد أن فرغها من الهواء حتى لا يحترق السلك الكهربائي بداخلها)، وهو أيضا مخترع الفونوغراف وهو الجهاز الذي يسجل الصوت باستخدام ورق القصدير، والفكرة أنه يتم تسجيل الصوت بالصراخ خلال قمع من الطرف الواسع للقمع، حيث أن الصرخات هذه تطعج ورقة القصدير، بعد ذلك بالإمكان إعادة سماع الصوت من خلال هذه المنخفضات المسجلة، تستطيع مشاهدة مثال على ذلك في الفيديو التالي:

[youtube=http://www.youtube.com/watch?v=uAXhclPS3AE]

لا أريد أن أطيل في التحدث عن توماس أديسون، ولكن أريد أن أبين أن له 1093 براءة اختراع، وهذا عدد لا يستهان به من براءات الاختراع، وله من هذه أعداد لا بأس بها من الإختراعات الرئيسية والتي بقيت معنا إلى هذا اليوم، ولكن يتفوق عليه كل  من شُنبي يامازاكي (Shunpei Yamazaki) الياباني بعدد 2511 براءة اختراع، وكيا سيلفربوك (Kia Silverbrook) من أستراليا بعدد 3529 براءة اختراع. السبب الذي يدعوني لأن أعمل حلقة عن المخترعين ليس لأن أتكلم عن قصص المخترعين فقط، بل لي هدف آخر، وهو أن أبين شخصية المخترع وكيفية الإختراع، حتى يعرف المستمع أن المخترع ليست شخصية تهيأت لها الظروف الصحيحة في الوقت الصحيح وفي المكان الصحيح حتى تمكن من أن يصبح مخترعا، نعم هناك بعض الأمور التي لابد أن تكون متوفرة، ولكن هدفي أن أدحض بعض التصورات التي تختزل المخترع في كلمة التشجيع، سواء أكان ذلك التشجيع ماديا أو معنويا، سواء أكان من الأهل أو الأصدقاء أو المجتمع أو الحكومة، سواء أكان هذا التشجيع يعني توفير المناخ الصحيح أو المبالغ التي تحول الفكرة إلى صورة حقيقية على أرض الواقع، متناسين بذلك المخترع نفسه، والويلات التي يمر فيها حتى يصل إلى خط النهاية.

غرفة الإختراعات

أتذكر حينما كنت صغيرا خصص لي والدي غرفة صغيرة في المنزل أسماها بـ “غرفة الإختراعات”، وكنت أجلس في هذه الغرفة يوميا، وكنت أصنع ما كنت أعتقد أنه اختراعات في حينها، فصنعت طائرة من الفلين (ستايروفوم) وسفينة وعدة أمور أخرى، وعملت جرس إنذار للمطر، بحيث إذا هطل المطر نرفع الملابس من الحبال حتى لا تتبلل، والفكرة تعمتد ببساطة على السكر، حيث استخدمت دائرة كهربائية فيها بطارية وجرس، وربطت أطراف الأسلاك بطرفي مشبك الملابس، فإذا أغلق المشبك اكتلمت الدائرة ورن الجرس، بعدها قمت بوضع مكعب من السكر بين طرفي المشبك، بذلك ينفتح المشبك وتنفتح الدائرة ولا يرن الجرس، وحينما يهطل المطر يذوب السكر يغلق المشبك وتغلق الدائرة وتنطلق صفارة الإنذار منذرة بوقع المطر، طبعا استمتعت كثيرا بعمل جرس الإنذار، وأحسست بالفخر والإعتزاز بنفسي إلى درجة هائلة، وإن لم يمنع الإختراع من أن تتبلل الملابس، حيث أن مكعب السكر هذا يحتاج إلى الكثير من الماء حتى يذوب،  وإذا ما ذاب ورن الجرس تكون قد تبللت الملابس بما فيه الكفاية، ولكن كل ذلك لا يهم، ما يهم هو أنني في ذلك العمر الصغير كان قلبي ووروحي وخيالي تصور لي الأمور على أنها نجحت بالفعل، لم يكن النجاح هو فقط نجاح النتيجة النهائية، بل هو أيضا نجاح العملية (Process). ما يهمني هو تلك الشعلة التي تحترق في عقلي، والمتعة التي ملأت نفسي.

مع تقدم العمر بدأت بتفكيك الأجهزة الكهربائية لأعيد تركيبها مرة أخرى، وأدمج الأمور مع بعضها البعض، وأفكر بأفكار أكبر وتنفيذ مشاريع أفضل. ولكن بصراحة لم أكمل مشوار المخترعين لأنني انتقلت إلى عالم الإلكترونيات والكمبيوتر والبرمجة، وهذا عالم رائع بحد ذاته، واليوم أنا أحاول أن أترجم بعض الماضي في طلبتي في الكلية، فبين الحين والآخر أرى نفس الشعلة التي كانت ولازالت تشتعل في طالب، وأحاول أن أساعد ذلك الطالب على قدر المستطاع.

في خلال هذه السنوات تعرفت على الكثير من المخترعين، ولربما أقربهم لدي كان جاري، حيث صنع سيارة صغيرة باستخدام مكاينة الكهرباء، فاستخدم ماكينة اللحام ليلحم مواسير الحديد مع بعضها البعض ليكون هيكل السيارة، ووركب على الهيكل عجلات والماكينة، ثم انطلق فيها،  وصنع طائرة شراعية صغيرة أيضا تحمل أخاه الصغير، فأتذكر أننا كنا نسحب الطائرة الشراعية باستخدام حبال مربوطة في مقدمة الطائرة، وركضنا أمامها بسرعة، وأخوه جالس مقعد الطائرة، فارتفعت عن الأرض بمقدار متر. يا له من إنجاز رائع.

آراء الناس

بين الحين والآخر أسمع من الناس صراخات تقول أنه لا أحد يشجع المخترعين، وأتذكر أنني كنت أتناقش مع طلبتي قبل عدة سنوات في هذه الموضوع، فقالوا لي بصوت واحد وباتفاق أنه ليس هناك تشجيع كافي إما من الناس أو الشركات أو من الحكومة للمخترعين، وأن هذا هو سبب عزوف الناس عن الإختراعات، لا بل أكثر من ذلك لو أن مخترعا صنع شيئا فيه نوع من الخطورة لربما يكون هذا الشيء ضد مصحلته الشخصية، فمثلا لو أن أحدهم صنع طائرة فمن الممكن أن يسجن لأنه خالف قوانين الطيران أو ما أشبه، لذلك يقال أن فلانا اختفى بعد أن صنع جهازا معينا، ولم يعرف أحدا بمكانه بعد ذلك، ولذلك يقال أن الغرب مثلا يدعم المخترعين فستجد أن الناجحين يعيشون في الغرب فقط، وأن أولئك المخترعين لو أنهم سافروا إلى الغرب لكان أفضل لهم، حتى أن الكثير يهاجر إلى الغرب حتى تتوفر لهم الفرص التي لا تتوفر عندنا.

ربما يكون بعض الذي يقال في هذا المجال صحيح، ولكن الكثير منه بعيد جدا عن الصحة، ولكن لأسرد لكم بعض قصص المخترعين الغربيين لنرى ما إذا كان الأمر بهذه السهولة في الغرب، ولنرى ماذا يعني أن تكون مخترعا، وهل المخترع يلاقي ترحيبا واحتضانا أم أنه يمر في يأس بعد يأس بعد يأس إلى أن يوفق – وذلك إن وفق.

عندي مكنسة كهربائية اشتريتها من بريطانيا، ماركتها هي دايسون (Dyson)، وهذه المكنسة الكهربائية من أروع ما يكون، قدرتها على شفط الوسخ المتعلق بالسجادة أو الأرضيات عالية جدا، ومما تتميز به هو أن قدرتها على الشفط لا تنخفض كلما امتلأت بالوسخ – كما هي العادة في المكانس العادية، والفكرة تعتمد إزالة الكيس الموجود في المكنسة واستبداله باختراع يعتمد على فكرة الزوبعة، فبدلا من أن يمتلئ الكيس في الوسخ وتدريجيا يعيق فتحة الشفط، تقوم هذه المكنسة بتحريك الوسخ بداخل الوعاء باستخدام زوبعة، بذلك تظل الأوساخ تطير في الداخل ولا تغلق الفتحة، وتظل المكنسة الكهربائية تشفط الوسخ بكفاءة عالية، أتذكر عند استخدامي لهذه المكنسة لأول مرة كادت أن تخلع السجادة من مكانها من شدة قوة شفطها.

فكر دايسون بتطوير المكنسة الكهربائية، ورأى أنها لا تعمل بالشكل المناسب، وأن الذين صنعوا هذه المكانس لم يكن لديهم الحماس ولا الشغف في صناعتها، لذلك أحب أن يجلب معه هذا الحماس في صناعة المكنسة الكهربائية، فبدأ بصناعة نموذج لهذه المكنسة، وفي الحقيقة بدأ باستخدام الشريط اللاصق، وورق الكرتون، ومقص، فصنع الوعاء الذي يكون الزوبعة بداخل المكنسة، ونجح بشكل ابتدائي، وبعد أن سجل براءة الإختراع، وبعد صناعة أكثر من 5000 نموذج منها وصل إلى المكنسة الصحيحة، وفي خلال تلك الفترة حاول أن يبيع الفكرة للعديد من الشركات الأوربية، وواحدة تلو الأخرى ترفض، لأنه ببساطة لم تقتنع الشركات أن يمكن لشخص خارج نطاق الشركات المصنعة الكبرى للمكانس أن يصنع مكنسة أفضل من تلك الموجودة في ذلك الوقت، يقول دايسون: “لا أستطيع أن أبالغ في العمل الحقير لتحطيم الروح عندما أجلس في غرفة الإجتماعات مع كل أولئك المتخصصين، كل منهم يهاجمك باستخدام تخصصه الدقيق”.

ولم يتمكن دايسون من إنجاح فكرته حتى قرر أن يصنع المكنسة بنفسه وبالتالي تحت مظلة شركته، وحتى بعد أن أسس الشركة، وصنع المكنسة، لم تكن تلك نهاية المطاف، بل إن تسويق المكنسة كانت مشكلة أخرى، وفي نهاية المطاف وبعد أن نجح أصحبت شركة دايسون تحصد فوق المليار سنويا. بالرغم من ذلك يقول دايسون في مقابلة له أن الموضوع لا يتعلق بالتجارة فقط، ولكنه المبدأ في أنك تكون متحمسا لشيء أنت تريد أن تصنعه أو شيء تخلقه أو تصنعه بيديك، ثم تشكتشف أن الناس تحب ما صنعته، هذا ما يحمسه ويثيره.

[youtube=http://www.youtube.com/watch?v=E4jpQGV_1Hw]

(يقول دايسون إن لديه قاعدة صغيرة يعمل بها، وهي: “حينما تتفاعل مع موقف معين، يتعين عليك أن تفكر بماذا ستفعل،  وأيضا بما لن تفعله، وبالتأكيد قم بما لن تفعله.” وهذه بشكل عام فكرة التفكير خارج الصندوق.)

إذن، فحياة المخترع ليست معبدة بالزهور، وليست مدعومة، صحيح أن الغرب يهتم بالمخترعين، ولكن الكثير الكثير منهم وخصوصا المستقلين العصاميين يصعب عليهم تطوير أفكارهم في ظل وجود شركات عملاقة تسحق كل صغير أمامها، ولربما تسرق منه اختراعه حتى لو سجل براءة اختراع، وتقاتله في المحاكم وتفشل وتبطل كل محاولة لإستراداد حقوقه، فإذا ما نظرت إلى الغرب ستجد ركاما كثيرا على شاطئ الإختراعات، تلك هي آثار تدمير المخترعين.

حتى صادق أحمد القاسم المخترع الذي ربح المركز الأول في برنامج “نجوم العلوم”، قرأت له مقابلة على الإنترنت، وقال فيها أنه – عدا أهله – لم يكن هناك أحد ليستقبله في المطار ليرحب به، حتى القدر البسيط من التقدير الذي ندعو له ونشتكي من الفقر إليه لم نوفره لصادق القاسم.

كيف تصبح مخترعا

+ لابد أن يكون الشخص لديه شغف وولع وعشق وهوى للتفكير وللسؤال وللتحليل، حينما ترى الأشياء من حولك، هل تعتبر أنها أمور مفروغة منها (Take them for granted)؟ أم أنك تستغرب وتتساءل وتنصدم؟ وإذا ما رأيت مشكلة معينة فهل تفكر في وضع حل لها؟ وإذا ما رأيت جهازا جديدا هل تحاول معرفة كيفية عمله؟ كثيرا ما تسمع عن اختراع أو اكتشاف تم بالصدفة، التفاحة وقعت على رأس نيوتون فأخرج لنا قانون الجاذبية، توماس أديسون اكتشف عملية تسجيل الصوت على القصدير بالصدفة، وحتى اكتشاف البنسلين، كما يذكر مكتشفه فليمينج أنه في يوم الجمعة بتاريخ 29 سبتمبر 1928 رجع إلى المختبر في مستشفى سينت ميري في لندن، فلاحظ أن الوعاء المحتوي على مزرعة الستيفيلوكوكس (Staphylococcus) تركت مفتوحة، لذلك أصبحت ملوثة بعفن أخضر وأزرق، ومنها اكتشف البنسلين. كم صدفة وصدفة مررت بها أنت شخصيا، ولكنك لم تلحظها؟

في اللغة الإنجليزية الكلمة المستخدمة لما نسميه نحن بالصدفة هي “Coincidence” وهي كلمة تعني “الصدفة”، وتعني أيضا “ملازمة” أو “تزامن” ، وبعبارة أخرى لو أن أحدا اكتشف شيئا ما “by coincedence” فذلك يعني أن ما اكتشفه إنما كان ملازما لما يعمل به، أي أنه لم يأتي من فراغ، فلا يمكن أن يفكر نيتوتن بقوانين الجاذبية وهو طوال وقته يفكر في السياسة والدين والإقتصاد،  لابد أن يسأل الأسئلة الصحيحة، وسأل، ولا يمكن لأديسون أن يكتشف التسجيل على القصدير ويخترع الفونوغراف وهو في ماكدونولدز يتناول وجبة البيغ ماك (الكبيرة مع الفرايز والكولا الكبيرين)، لابد أنه كان في المختبر يعمل ويسأل الأسئلة الصحيحة، وفليمينج لم يكن ليكتشف البنسلين وهو في الكوستا كوفي مع أصدقائه، ولم يكن ليعرف أن تلك المادة الخضراء الزرقاء هي البنسلين لاحقا لو لم يجري التجربة تلو الأخرى ليعرف، ولو كان اكتشافه هكذا عشوائيا بلا أي تعب لكانت جائزة النوبل التي حصل عليها لهذا الإكتشاف إهانة للعلم، فكم مرة أنا وأنت والبشر كلهم رأوا هذا العفن الأخضر الأزرق على الخبز فهل اقشعرت له خلية في أبداننا ناهيك عن باقي الجسد؟  وإلا كم مرة رأيت الأشياء تقع أمامك وترتفع وتذهب إلى الأمام والخلف وو… ولكن لم تلمس روحك وعقلك حتى بمقدار لمس ريشة للجسد؟ فكيف تتوقع أن تخترع وأنت لم تسأل؟ ولم تكون منخرطا ذهنيا بعشق مع الفكرة؟

ليس ذلك فحسب، بل إن هذا الولع والشغف والعشق والهوى لابد أن يكون موجودا أثناء العمل على الإختراع، لابد أن تحب العملية (The Process) نفسها على اختراع الفكرة، حتى فيما لو لم تنتج شيئا وفشلت مرة تلو الأخرى فأنت تستمتع بالعلمية ذاتها، وحتى ما بعد الإنتهاء من عمل نموذج أو الإختراع بالكامل، لابد أن يكون عندك ولع وشغف وعشق وهوى أن تطور الفكرة إلى الأفضل، وهذه دورة كاملة  تكرر نفسها، قد تتساءل: كيف أن بعض المخترعين لديهم أكثر من 1000 أو 2000 أو حتى 3000 براءة اختراع؟ أغلب براءات الإختراع تتعلق بتطوير الفكرة الأساسية أو الإختراع ذاته، وقليل منها اختراعات مختلفة تماما، فأحيانا اختراع يجر الآخر، وتطوير يجر تطوير، ولكن لا يمكن لكل هذا أن يحدث إلا بعد أن يكون لديك الولع والشغف والعشق والهوى (ملخصة في كلمة Passion) للدورة بالكامل.

+ لابد أن تعلم، على قدر معلوماتك ستكون حجم اختراعاتك، من أهم صفات المخترعين أن لديهم من المعلومات ما يمكنهم من ربط الأفكار ببعضها حتى تنتج أفكار جديدة، ربما حان الوقت لأن أعرف المخترع، يبدو أن هذا هو الوقت المناسب لذلك، ما هو تعريف المخترع؟ هناك تعاريف كثيرة للمخترع، ولكني ألخصها في التالي: هو الشخص الذي ينتج شيء جديد ومفيد لم يكن شيء في السابق، وذلك باستخدام ذكائه وخياله ومن خلال التجربة، فإما أن تكون فكرة الإختراع جديدة أو أن تكون عن طريق دمج أفكار موجودة حاليا، سواء أكان هذا الإختراع جهاز أو طريقة عمل أو آلة وهكذا. ما يهمني في هذا التعريف هو أن المخترع يفكر بشيء إما جديد أو أنه يدمج الأفكار ليأتي بتركيبة جديدة، فكيف يمكن لشخص أن يبدع شيئا جديدا من دمج أفكار من غير أن يكون لديه ما يدمجه؟ لا بل أن المخترع هو الشخص الذي قد يدمج أفكار من عدة تخصصات مختلفة عن بعضها لإنتاج شيء جديد، فيحتاج المخترع أن يكون مطلعا في العلم أفقيا بحيث يشمل الكثير من العلوم.

كيف يحصل منا الشخص على العلوم هذه؟ ليس هناك اليوم أسهل من استخراج المعلومات، فالإنترنت يغطي مساحات شاسعة من العلوم، ما عليك إلا أن تقرأ، فالإنترنت يغرق في المواد العلمية وغير العلمية، فيمكنك أن تعمل مسحا أفقيا بين العلوم، ويمكنك التعمق عاموديا في علم واحد، فإذا فكرت في فكرة معينة إبحث عنها باستخدام أدوات البحث، إبحث في المجلات العلمية، إبحث في المنتديات، إبحث في اليوتيوب، إبحث في المقالات العلمية، بصراحة لا أستطيع أن أحصي أبواب العلم ناهيك عن الموضوعات التي يمكن البحث فيها، وهناك أيضا الكتب المتخصصة في شتى المجالات، اشر كتبا من الأمازون وإذهب للمكتبة، وهكذا، ومن الممكن أيضا أن تسأل متخصصا في هذا المجال ليسهل عليك الطريق، الكليات والجامعات موجودة للسؤال أيضا.

هناك مقولة تقول: “الكل أكثر من حاصل جمع الأجزاء”، كأنما تقول أن 1+ 1 أكبر من 2 (بعض المواقع ترجع هذه المقولة إلى أرسطو)، وفي سياق الإختراعات، أنك إذا كانت لديك معلومات بإمكانك أن تنتج شيئا جديدا بدمجها، ولكن البداية تكون حينما تكون هناك أجزاء، إذن لابد من المعلومات.

+ لابد أن تسأل كيف يمكن لك أن تحسن شيئا موجودا حاليا، لا يمكن لك أن تخترع شيئا إذا لم تكن هناك حاجة أو أن تخلق حاجة، لم تسبق الحاجة كل الإختراعات، ولكن الحاجة اتضحت بعد أن اخترعت هذه الإشياء، صحيح أن “الحاجة أم الإختراع” ولكن الإختراع أم الحاجة أيضا، ولكن لا يعني ذلك أن تكون الحاجة معروفة.

قد تمتلك الآيفون، والآيفون قفز في مستوى الأجهزة النقالة من الناحية التكنولوجية إلى مستوى عال لم يكن متوقعا، فخذ على سبيل المثال أن التلفونات المتوفرة في السوق كلها لم تكن  تحتوي على رقاقة التسارع (accelerometer)، تلك التي تستخدمها أنت اليوم في – مثلا – الألعاب، حينما تميل بجهاز الآيفون يمنة ويسرة تصبح لديك الإمكانية لتحريك الأشياء على الشاشة، قبل ذلك كانت الألعاب تعمل فقط عن طريق الأزرة، أضافت شركة الأبل هذه الرقاقة الإلكترونية التي لم يكن أحدا يحتاج لها، فأصبح الناس اليوم يحتاجون لها، ومنها تطورت الكثير من البرامج التي تعتمد عليها، وبعد أن خلقت الحاجة أنتجت الشركات الأخرى الكثير من هواتفها النقالة وبداخلها هذه الرقاقة، صحيح أن الحاجة لم تكن موجودة في أذهان عامة الناس، ولكنها كانت موجودة في خيال المخترع.

+ لابد أن تفكر بحرية بمعزل عن الإنتقادات، وأن تحجب نفسك من آراء الغير، وحتى الشخصية أحيانا، بحيث يمكنك أن تبدع، حتى يمكنك أن تخترع شئيا جديدا، أن تفكر في شيء وأنت تحس بالحرج من الفكرة أو تطبيقها ذلك يعني أنه ربما لن تنتج شيئا جديدا مختلفا وغير متعود عليه.

ولكن مع ذلك، فالمخترعين يفرقون بين البلاهة في التفكير والتفكير السليم، مثال على ذلك: هناك برنامج اسمه أمريكان إنفنتر “المخترع الأمريكي” (American Inventor) (يبدو لي أن البرنامج القطري “نجوم العلوم” قلد ذلك البرنامج)، يشترك في هذه البرنامج الكثير من المخترعين على أمل أن  يحولوا اختراعهم إلى فكرة واقعية يمكن تسوقيها، ومن ثم تكوين ثروة، يقوم الحكام باستقبال المخترعين ليعرضوا اختراعاتهم، بعدها يقوم الحكام باختيار أفضل الإختراعات، وفي خلال الأسابيع التي تلي الاختيار يتم ترجمة الفكرة عمليا، إلى أن تنتهي الحلقات تدريجيا باختيار الإختراعات الأفضل إلى أنت تنتهي الحلقات بفوز شخص واحد.

في مقابل الإختراعات الممتازة، هناك اختراعات سخيفة جدا، والمشكلة أن المخترع لا يعرف مدى سخافة هذه الإختراعات، وأفضل مثال على ذلك هو المخترع مارك جريفين، والذي اخترع لعبة جديدة اسماها بـ”الكرة الطلقة” (Bullet Ball)، وهي عبارة عن طاولة دائرية صغيرة وكرة، يتم تحريك الكرة على الطاولة بضربها باليد، فتتحرك الكرة بين لاعبين على أجناب الطاولة، تستطيع مشاهدة اللقطة التالية لمعرفة كيفية عمل هذه اللعبة، ما يهمني في هذه القصة أن هذا الشخص وضع كل بيضه في سلة واحدة، صرف أموال طائلة على لا شيء، باع بيته، وباع خاتم زوجته، ولم يتبقى له سوى سيارته، وحينما رفض الحكام لعبته بكى لأنه لم يكن لديه ما يرجع إليه، تحطمت حياته كلها، ومع ذلك خرج مصرا على أن يكمل المشوار، كان ذلك في 2006، ونحن اليوم في سنة 2010، مالذي حدث؟ هل باع لعبته لأحد؟ هل وصلت الأسواق؟ هل تعلم عنها شيئا؟ صنع لها موقعا، وهي الآن تباع بقيمة 45$، ولكن لا أتصور أنها بتلك الشعبية العالمية التي تصورها مخترعها.

[youtube=http://www.youtube.com/watch?v=WOOw2yWMSfk]

لابد أن أوضح نقطة مهمة وهي أنه ليس كل ما لا يتفق الحكام معك عليه لن ينجح، فهناك برنامج آخر بريطاني اسمه عرين التنين، يحكم مجموعة من التجار الأثرياء – جدا – على بعض العصاميين في التجارة (الشخص الذي يغامر لتأسيس تجارته بنفسه) وبعض المخترعين الذين قد يصبح اختراعهم منتج تجاري ناجح، في بعض الأحيان يخرج المخترع من العرين وهو مطأطئ رأسه من شدة وقوة الرفض الذين قوبل بهما، لأن التجار رأوا أنه لا يمكن تسويق اختراعه، ولكن إصرار ذلك الشخص وإيمانه باختراعه يجلب له النجاح والثروة، كما بينت التحقيقات مع بعضهم بعد فترة من انتهاء البرنامج.

إذن، لابد للمخترع أن لا يقيد أفكاره، ولكن في نفس الوقت لابد أن يكون منطقيا (مع تخفيف المنطق)، وتكون له نظرة واقعية إذا ما أراد أن تكون فكرته قابلة للتسويق، وأن لا يتهور في صرف مبالغ طائلة من غير دراسة للسوق وفهم الناس.

+ ارسم الفكرة، انظر لها، اكتبها، دونها في الكمبيوتر أو في دفتر الإختراعات، أول آفات الغير مخترعين أنهم بعد تفكير الفكرة ينسونها، إذا لم تدون الفكرة فهي فعليا غير موجودة،  ثم بعد ذلك إبحث على الإنترنت عن وجود فكرة مثلها إما مطبقة أو موجودة كفكرة، وبعد ذلك من الممكن أن تسجل براءة إختراع فيها، حتى تقلل من فرص سرقتها،.

في الكويت عندنا (لا أعلم عن باقي الدول العربية، ربما أستفيد من خبرات الآخرين) ليس هناك أسهل من تسجيل براءة الإختراع، ما عليك إلا أن تتوجه إلى مؤسسة التقدم العلمي، وسيقوم القسم المسؤول عن هذا الموضوع باتخاذ كامل إجراءات من البحث والتسجيل في أمريكا بالنيابة عنك، وحتى تكاليف تسجيل براءة الإختراع مدفوعة عنك.

+ لا تعمتد على فكرة واحدة فقط، حاول أن تفكر بأفكار جديدة دائما، بعضها سيكون مخترعا، وبعضها لا يصلح، وبعضها سيسرق، ولكن لو كانت عندك عدة أفكار، وبيضك موزع على عدة سلال لن تخشى أن تسقط سلة ويكسر البيض الذي فيه.

+ إصنع نموذج من الإختراع، وإلا كيف ستعرف إن كان الإختراع يمكن صناعته أم لا؟ كيف يمكن لك أن تعرف مشاكل هذا الإختراع؟ أنا ذكرت أن دايسون صنع أكثر من 5000 نموذج قبل أن يصل إلى نتائج عالية المستوى.

+ مثابرة،  لا أقصد  بالإصرار والمثابرة الحالة النفسية فقط، أقصد من الناحية الفعلية البقاء في المختبر على الفكرة والعمل بالنموذج لساعات وأيام وأشهر من شأنه أن يولد أفكار جديدة، ومن شأنه أن يحسن من الفكرة، أو يسهلها أو يصعبها، أو يجعلها أكثر عملية أو من الممكن أن تتغير إلى شيء جديد بالكامل.

الأفكار الأولية حينما تفكر فيها تبدأ بسيطة وناقصة، ولكنها في نظر المخترع رائعة، ولكن حينما يأتي لتطبيقها سيكتشف مدى صعوبتها وسيكتشف أنها لا تعمل من أول مرة، وأن نواقص الفكرة ستظهر عمليا، أريد أن أصور هذه الفكرة كفكرة الحلم، حينما تحلم أثناء المنام تجد نفسك تعد طعاما في المطبخ، وتقطع البصل، وتدمع عيناك، وكأنك تبكي، وإذا أنت في جنازة أحد أعز أصدقائك تبكي عليه بكاءا شديدا، وأثناء إنحنائك لإنزال جسده في القبر تلتقط صخرة من كوكب المريخ لتقذفها على الكواكب لتصطدم بها واحدة تلو الأخرى.

أنت لا تحس بغرابة الإنتقال من مكان إلى آخر أو من عمل إلى آخر، بل تكمل مشوار الحلم وكأنما كل شيء يسير بمنطق صحيح، ولكن حينما تفيق من الحلم تتضح الأمور بشكل أفضل، هكذا حينما تفكر في فكرة جديدة، أنت تتخيل وتتصور أن كل تفاصيل الفكرة ستنجح، ولكن حينما تحصل الإفاقة، وهي أنك تطبق الفكرة فعليا، ستنهمر عليك كل أنواع الفشل، لذلك تحتاج لأن تكون مستمتعا بما تعمل حتى تثابر ولا تستقيل ولا تتوقف. يكفي أن توماس أديسون فشل حسب بعض المواقع 1000 مرة قبل إطالة عمر اللمبة، وحسب كلام نابليون هيل فإن توماس  فشل 10,000 مرة . وأتذكر كنت أستمع إلى شريط (قبل الم بي 3 طبعا) في السيارة في أمريكا إلى نابليون هيل يتكلم في جامعة من الجامعات عن مقابلته لتوماس أديسون، هدف المقابلة هو معرفة أسباب النجاح، فقال له أنه لو لم يخترع اللمبة إلى الآن لما خرج لمقابلته… مثابرة واصرار واضحان.

+ هناك الكثير من الأدوات تقدم للناس لإستخدامها لكي يطوروا من التفكير، مثل خرائط العقل، برامج كمبيوتر تساعد على تركيب الأفكار وربطها بعضها البعض، أو عواصف التفكير مثلا، أو محاضرات تطوير الذات أو غيرها، أدوات مهمة ورائعة،  ولكن هذه لا قيمة لها إن لم تكن مفكرا ومخترعا في الأساس، ولو حتى بدرجة ضعيفة جدا، قارن هذا مع الأدوات المتوفرة لديك، منها التلفون مثلا، ففيه الكثير من البرامج المفيدة ومنها الرزنامة، هل أنت تستخدم الرزنامة؟ إذا كنت تستخدم الرزنامة فأنت في الأساس لديك مواعيد وأنت تقدر هذه المواعيد وتلتزم بها، فأنت ستحتاج لأن تستخدم الرزنامة لأنك لا تريد أن تفوت موعد أو أن تتفق مع شخصين في نفس الموعد،  طبيعتك تدعوك لاستخدام الرزنامة، ولكن لو لم تعبه للوقت ولا للمواعيد، وأنت دائما متأخر، فما الحاجة لاستخدام الرزنامة على التلفون؟ ولربما كان استخدام الرزنامة مضجرا ومتعبا، طبق ذلك على أدوات التفكير المختلفة، لا يمكن الإستفادة منها إذا لم تكن أنت بالأساس تحب الإختراعات وخضت – تجربة حتى وإن كانت بسيطة – في تحويل فكرة إلى واقع.

كنت سأتحدث عن معرض الإختراعات التي توجهت إليه قبل أكثر من شهر، ولكن يبدو أنني أطلت هذه الحلقة كثيرا، سأدع ذلك لوقت آخر.

إجابة عن سؤال

سألني هادي من على الفيس بوك هذا السؤال:

الحين انت في السيارة بتقعد على المقعد صح ، فتكون جاذبيتك طبيعية و سرعتك هي سرعة السيارة .
طيب لو في السيارة ذبابة ، وكانت تطير فيها ، هل يؤثر فيها جاذبية و سرعة السيارة ؟

ربما أعدل على السؤال حتى يصبح واضحا، إذا كانت هناك ذبابة داخل السيارة وتحوم في مكانها وتحركت السيارة إلى الأمام أليس من المفروض أن تصطدم الذبابة في الزجاج الخلفي للسيارة من الداخل، خصوصا أن الذبابة كانت ثابتة في مكانها، والسيارة تحركت؟ طبعا لا يحدث هذا الشيء وفعليا الذبابة تتحرك داخل السيارة كما لو كانت متوفقة، أليس كذلك؟

تخيل لو أن الذبابة فعلا ترتطم في الزجاج الخلفي، ذلك يعني أنه بالإمكان تسهيل السفر حول العالم إلى أقصى الحدود، فلا داعي لصرف مبالغ طائلة على بنزين الطائرات، كل ما علينا صناعته هو منطاد، نرفع المنطاد عن مستوى الأرض، وما على الأرض سوى أن تفعل ما تفعله دائما، وهو أن تدور، فتتحرك أسفل المنطاد الثابت، وحينما يصل المنطاد فوق الدولة المرجوة يتم إنزاله، وبذلك بالإمكان الوصول من دولة إلى أخرى بسرعة دوران الأرض حول نفسها، وهو 1600 كيلومتر في الساعة، وهي ثلاثة أضعاف سرعة الطائرة التجارية.

المشكلة أنه حينما تدور الأرض حول نفسها فإن الأجواء المحيطة بها تتحرك مع الأرض بنفس السرعة (طبعا فيما عدا تحرك الرياح بسبب المنخفضات والمرتفعات الجوية)، فلو أن الهواء كان راكدا، وأنطلقت بالونة في الهواء تراها تصعد في السماء بشكل أفقي فوق رأسك، إذن، فالهواء بداخل السيارة يتحرك مع السيارة، والذبابة تطير في ذلك الهواء، أمثل ذلك في مثال أخير، لو أن عندك حوض سمك صغير، وحملته معك، أثناء تحريكك له سيتحرك الماء معك، والسمكة تسبح في ذلك الماء، ولن ترتطم في الجدار بسبب حركة الحوض في اتجاه معين.

يبقى شيء واحد لابد من ذكره، وهو إذا ما تعجلت السيارة، فكل شيء بداخلها يتراجع إلى الوراء، بما في ذلك الذبابة، تذكر أنك تلتصق بالكرسي إذا ما اندفعت السيارة، ولكن إذا ما أصبحت السرعة ثابتة تستقر الأشياء في فيها.

عن محمد قاسم

د. محمد قاسم هو أستاذ مساعد في كلية الدراسات التكنولوجية في الكويت، يحاضر في قسم الهندسة الإلكترونية، يعد ويقدم السايوير بودكاست (برنامج علمي تكنولوجي صوتي)، وكذلك يكتب في موقع الجزيرة (علوم)، ويشجع ويحث على العلم بشغف كبير.

شاهد أيضاً

القصة الملحمية… رحلة البطل

مقدمة القصة هي أفضل طريقة لإيصال الأفكار للناس، القصة لها تأثيرا ساحرا عليهم، هي التي …

9 تعليقات

  1. بودكاست جيد وانا اقدر هذا المجهود ولكن اتمنى ان تتطرح موضوع عن علوم الحاسوب

  2. thanx for this tobic :)

  3. السلام علبكم ورحمة الله وبركاته..
    أنا من متابعيك القدامى ومن أشد المعجبين بمدونتك وأخبرت عنها الكثير من الأصدقاء..

    موضوع الاختراع يهمني كثيرًا وسير المخترعين تستهويني دائمًا ..

    أحببت أن أقدم لك هنا شكري وامتناني .. لأن موضوعك هذا سيكون محور حديثي مع أحد طلابي المتحمسين للاختراع..

    أما حديثي معك فسيكون طويلاً إن شاء الله في مناسبات أخرى..

    تحياتي وتقديري لشخصك الرائع.

    • أنا سعيد جدا أن تكون مواضيع السايوير محاور للحديث مع الآخرين، النقاش العلمي يرفع من مستوى الأشخاص، ولا بأس أن تكون مطعما ببعض المعلومات من البودكاست

      شكرا لك

  4. انا بشار العطين عمري 15 يوجد لدي افكار لكن لا استطيع وجود شركات تساعدني …… ايميل ع الفيس BASHAR ALOTAIN

  5. يا الله كم اقرا على الانترنت مواضيع عن الكون و العلم و لكن انت يا دكتور تعلم كيف توصل الفكره و تقنع الاخرين والله انسان باذن الله سوف يفتخر بك اخفاد احفادك. انا من طلاب هندسه الكومبيوتر و اتنفس شيء اسمه برمجه و لا استطيع العيش من ظون ان احمل افلام الخيال العلمي الاميريكيه و انا متاكد انك من عشاق افلام الخيال العلمي يا ليت تحكي لنا عن الخيال العلمي في موضوع جميل يحتوي على افكارم العلميه و رايك في هذه الافلام و الله و اقسم انني عندما اقرا مواضيعك بدات اتعلم الكلام في المجالس مع الاخرين و زادت ثقتي بنفسي و صرت اوصل الافكار الى الاخرين بطريقه جميله مثلك تماما. البارحه جاء عمي من السفر و كانت الغرفه مجتمعه و دخلنا في الفلسفه و الفيزياء فشرحت لهم موضوعك عن حقيقه الاشياء فنبهروا و استمتعوا و كانت الجلسه همذا. وفقك الله انشاء الله حلمي ان اخترع لعبه الكترونيه فكرتها جميله اان الفكره اهم شيء و استفيد منها و الحلم الاكبر اناصل الى شركات العاب كبيره مثل EA او GAMELOFT تحن باتزار مواضيعك الجميله و دمتم و هذا السيوير بالف خير و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    • يبدو أنني أتطابق معك في الصفات، فكلانا يحب العلم وكلانا يحب الخيال العلمي، وأيضا البرمجة.

      شكرا لك على إرسال هذه الرسالة الجميلة، وأنا سعيد أنك تستخدم البودكاست للمناقشات.

اترك رد