الإعتداء العاطفي أخطر من الإعتداء الجنسي أو الجسدي

تُعد مجتمعاتنا العربية من المجتمعات التي يُعاني الأطفال فيها كثيرًا من الإعتداءات العاطفية، فتجد الأب يتهكّم على ابنه أمام بعض من زملائه، وهناك تجد الأخ الأكبر يعيد نفس التجربة على أخوانه الصغار، وآخر يتجاهل احتياجات ابنه العاطفية، ومعلّم يحتقر بعض الطلاب على حساب طلاب آخرين بداعي السخرية، وأمثلة كثيرة على الإعتداءات العاطفية القائمة في مجتمعاتنا دون الإدراك بالمخاطر الوخيمة التي تتسببها على نفسية الطفل، ولكن أعتقد أنه حان الوقت لنعطي هذا الموضوع حقه من الإهتمام لأنه لايقل خطرًا عن العواقب النفسية على الأطفال الذين تعرضوا لإعتداءات جسدية أو حتى جنسية.

في معظم الدراسات المتعلقة بموضوع الإعتداء تهتم بالأعتداء الجنسي والجسدي وآثاره النفسية على الأطفال في المدى القريب والبعيد، ولكن ماذا عن الاعتداءات النفسية والعاطفية؟ في دراسة تم نشرها الأسبوع الماضي في جمعية علم النفس الأمريكية تفيد بأن الأطفال الذين يعانون من سوء المعاملة والإهمال عاطفيًا يواجهون مخاطر صحية وعقلية مماثلة للأطفال الذين عانوا من اعتداءات جسدية أو جنسية، وبالرغم من ذلك فإن الإعتداءات العاطفية على الأطفال لم تُعطى الإهتمام الذي تستحقه مما تسبب في ممارسته جهلًا بعواقبه الوخيمة على الأطفال.

ركزت الدراسة على ثلاثة أنواع من الإعتداءات:

  1. الإعتداءات العاطفية (سوء المعاملة النفسية أو التجاهل)
  2. الإعتداءات الجسدية.
  3. الإعتداءات الجنسية.

وجدت الدراسة أن الأطفال الذين تعرضوا لإعتداءات عاطفية عانوا من القلق والإكتئاب، وتدني إحترام الذات، وأعراض مابعد الصدمة والإنتحار بنفس المعدل، بل وفي بعض الحالات بمعدل أكبر من الأطفال الذين تعرضوا للتعذيب الجسدي أو الجنسي.

لذلك وجب التحذير من مخاطر الإعتداءات العاطفية التي يتم ممارستها على أطفالنا، خاصة عندما يتم ممارستها عليهم من الأقارب.

 

هذا فيديو يشير إلى أهم خمس إشارات للإعتداءات العاطفية:

وهنا فيديو آخر يشير إلى نفس الدراسة:

المصدر/  جمعية علم النفس الأمريكية

عن حسن البلوي

مبتعث جامعي للحصول على الدكتوراة من جامعة كارنيجي ميلون ، وحاليًا أكمل دراسة الدكتوراة في كلية الهندسة بجامعة كارنيجي ميلون ، ومجال بحثي في واجهة الدماغ والحاسوب، تشرفت بالعمل مع الدكتور محمد قاسم في صفحة السايوير في الفيسبوك كمشرفًا للصفحة ومحررًا للمحتوى، وحاليًا أعمل على تسجيل حلقات الميني سايوير بودكاست والتي تتناول مواضيع علمية واهم المستجدات في الدراسات والبحوث العلمية.

شاهد أيضاً

غذاء بكتيري للسرطان: اكتشاف جديد

في دراسة أعدها باحثين من كلية الصحة العامة تي إتش تشان – هارفارد بالتعاون مع …

اترك رد