هل بإمكان العلماء اكتشاف عوالم متعددة من خلال التجربة العلمية؟ قيل أن إقامة التجارب أو ملاحظة وجود عوالم متوازية هو أمر مستحيل، فكيف يمكن للعلماء مشاهدة ما هو بعيد للغاية، فنحن محكومون بكرة هبل التي لا يُرى ما بعدها، أضف لذلك أن كوننا يكبر، فكلما مر الزمان، كلما صعب معرفة وجود أكوان أخرى تبتعد، فكيف يمكن أن نعرف بوجود عالما مختلفا بعيدا جدا؟
العلم لا يعمل من خلال الملاحظة المباشرة فقط، ففي بعض الأحيان نستطيع أن نعرف الحقائق من خلال اختبارات غير مباشرة، فكما أننا كثيرا ما لا نرى الجريمة في وقت وقوعها، ونقوم بدراسة الأثر الذي يتركه المجرم، ومن خلال الدراسة نعرف تفاصيل الجريمة، كذلك فإن اكتشاف الكون يأتي من خلال اكتشاف البصمات التي قد تتركها الأكوان الأخرى على كوننا هذا.
إن صحت نظرية التضخم الكوني، فذلك يعني أن الكون الذي نعيش فيه إنما هو واحد من أكوان متعددة بجانب بعضها البعض، التضخم الكوني حدث في لحظات من الزمن بسيطة جدا، ففي جزء لا يمكن تصوره من الثانية تضخم الكون واتسع بسرعة كبيرة جدا، حيث أنه بدأ بأصغر من الذرة، وأصبح بحجم مجرات، ثم بعد ذلك اتسع بسرعة أصغر، وهذا التضخم نتج من تقلبات في الزمكان في حيز صغير جدا، والتذبذبات تحولت لاحقا إلى مجرات ونجوم وغيرها من مكونات الكون معروفة. هذه التذبذبات دائمة، وهي تنتج أكوانا كثيرة أو فقاعات كونية، ومن ثم يكون واحدا منها (أو عدد كبير منها مثل) كوننا هذا.
لو أن كونان تصادما في الماضي، فإن مثل هذه التصادمات ستكوّن جرحا ظاهرا أثره في إشعاع الخلفية الكونية الميكروية (Cosmic microwave background)، فلو نظر العلماء إلى تلك الإشاعات القديمة، فمن المفروض أن يروا وكأنما هناك قرصا يدل على ذلك الاصطدام، وسيكون هناك اختلاف في الضوء لهذه الأقراص.
لكي يعرف العلماء بوجود مثل تلك الأكوان يحتاجون لنمذجة الكون في لحظاته الأولى على الكمبيوتر، ومن خلال تعريض هذه النمذجة لأكوان أخرى سيتغير شكله، ومن خلال معرفة هذا الشكل بالإمكان مقارنته مع ما نراه اليوم في كوننا الحالي، ومن ثم التنبؤ بوجود أكوان أخرى.
قد يكون وأن الأكوان المتعددة هي فكرة غريبة وغير بديهية، ولكن الميكانيكا الكمية هي أيضا غير بديهية، فهي تخالف ما اعتدنا على معرفته لكيفية عمل الطبيعة. ربما حينما كان الكون صغيرا أو حينما يكون كبيرا جدا يصبح هو أيضا غير بديهي، وقد لا يعمل كما اعتدنا من مشاهداتنا للأشياء على الأرض.
هذه اللقطة تبين فكرة البحث عن الأكوان المتعددة، ربما لا تكون صحيحة، ولكن هذه بداية لاكتشاف حقيقتها.