من المعروف أنَّ الأطفال يستطيعون تمييز أصوات أمهاتهم عن الأصوات الأُخرى، ولكن هل تساءلت يوماً إذا ما كانت هذه الظاهرة تحدث عند الدلافين أيضاً؟ دراسة حديثة أُجريت على الدلافين تشير إلى احتمالية حدوث الظاهرة ذاتها بين الدولفين الأم وأطفالها.
في الواقع تُميِّز الدلافين بعضها و تتواصل فيما بينها بواسطة إطلاق إشارات صوتية، فكل دولفين يُطلق إشارات صوتية تميزه عن الآخرين و يسهل التعرف عليه من خلالها.
تُفيد دراسة أُجريت مُؤخراً أنَّ الدولفين الأم تؤدي إشارة صوتية مُميزة لطفلها – وكأنها تُدندن أو تُغني له – وهو في رحمها قبل شهور قليلة من الولادة، وتمتد فترة تأديتها لهذه الإشارة إلى ما بعد الولادة بأسبوعين. أجريت الدراسة على مجموعة من الدلافين في كاليفورنيا ومن ضمنهم أُنثى دولفين حامل تبلغ من العمر 9 أعوام، وقد سجلت 80 ساعة من أصوات الدلافين في عينة الدراسة، وذلك لمدة شهرين قبل الولادة وبعدها.
كشفت الدراسة أنَّه مع اقتراب موعد الولادة تُطلق الأم الحامل إشارة صوتية مُميزة تختلف عن الإشارات التي تُطلقها عادةً، وتقوم بتكرارها بصورة مُكثَّفة، وتستمر بإطلاق الإشارة ذاتها ولكن بمرات أقل بعد الولادة بفترة قصيرة إلى أن تتوقف عن تأديتها تماماً.
لوحظ أن خلال فترة إطلاق الأم لهذه الإشارة الصوتية المُميزة تلتزم باقي الدلافين المحيطة الهدوء، حيث يعتقد القائمون على الدراسة أنَّ هدوء باقي الدلافين في هذه الفترة هو سلوك متعمد لمساعدة الطفل على سماع الإشارة الصوتية المُميزة التي تؤديها أمه من دون أي تشويش، وذلك حتى تترسخ عنده، ليتمكن من تميزها بسهولة فيما بعد. بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ الدلافين الأُخرى تبدأ برفع درجة إشاراتها الصوتية تدريجاً تزامُناً مع تقليل الأم لإشارتها الصوتية المميزة التي تُعلِّمها لطفلها.
لقد لاحظ الباحثون أنَّ الإشارة الصوتية التي تؤديها الأم لطفلها تختلف عن باقي الإشارات الصوتية التي قد تؤديها باقي الدلافين للمولود وبالطبع فهذا يساعد الدولفين المولود على تمييز الدلافين عن بعضها البعض، بل وقد تكون الإشارة الصوتية التي تقوم بها الأم للمولود عبارة اسم خاص به يُطلقه عليه والديه.
المصادر: IFLSCIENCE